الميثاق العالمي الحر

البشر والحيوانات والنباتات كلها جزء لا يتجزأ من الطبيعة . نحن بداخل الطبيعة - وليس خارجها أو فوقها . و كل كائنات الطبيعة مرتبطة ببعضها البعض و مرتبطة أيضا بالكوكب الذي نعيش عليه ، وتعتمد على بعضها البعض بشكل غير مباشر من أجل البقاء .

الأثر البشري على العالم الآن أصبح من الضخامة بحيث أنه يجب علينا ممارسة الحكمة وتحمل المسؤولية . يجب علينا الآن أن ندرس احتياجات جميع الكائنات والبيئة ، بدلا من التفكير في أنفسنا فقط ، في جميع القرارات.

الحياة هي عبارة عن ظاهرة مدهشة ، وحتى الآن ، كوكبنا هو المكان الوحيد الذي وجدت فيه . و هذا يجعل من الحياة الأكثر ندرة والأجمل الذي ينبغي أن يعتز بها واحترامها .

ومع ذلك ، الحياة هي أيضا الغذاء ، وجميع كائنات عالمنا تشكل سلسلة معقدة من السلسلة الغذائية . من أجل الحفاظ على هذه السلسلة الغذائية - و بالتالي تنوعنا البيولوجي ، والبقاء على قيد الحياة - يجب علينا الانتباه جيدا للعوامل المشتركة ما بين جميع الكائنات عند التعامل مع أي كائن .

كل البشر و المخلوقات على هذا الكوكب لديه الحق التلقائي للمشاركة في موارد الأرض الطبيعية كافة ، واستخدامها ليعيشوا حياة صحية من دون التزامات او تبعيات لأي شخص آخر أو مخلوق آخر .

ترهق الإنسانية ، بسبب تزايد الحجم السكاني و نمط الحياة المعقدة ، الموارد الطبيعية ، أو يتم استخدام أكثر مما هو ضروري لتوفير حياة سعيدة وصحية داخل النفع العام للجميع .

الانقسامات الاجتماعية والإيديولوجية والحدود بين الناس هي من صنع الإنسان الحواجز التي ليس لها أساس مادي أو طبيعي اصلا . يمكن أن تؤدي هذه الانقسامات المصطنعة فقط إلى نتائج عكسية تؤثر على الرفاه المشترك وبقاء المجتمع ككل .

أوجه الشبه المشتركة بيننا ، على أية حال ، سواء المادية أوالطبيعية . على وجه العموم ، نحن جميعا نريد ونحتاج نفس الأشياء . بالتعاون العالمي مع الجميع وعلى قدم المساواة ، يمكننا تطبيق جميع مهاراتنا يشكل أكثر فعالية لتحقيق هذه الأهداف المشتركة .

أي طفل يتلقى التعليم المفيد والهام في كيفية عمل الطبيعة والعالم و طريقة عيش المجتمع ، سوف يقدم في نهاية المطاف أفضل الخدمات لهذا المجتمع الدولي . لذلك طريقة التعليم و التأهيل المؤدي الى المهن التقليدية المتوفرة في سوق العمل فقط يعتبر قوة مدمرة بشكل ملموس لحياة المجتمع .

في نهاية المطاف، سوف يحل التعليم محل القوانين ، القوانين التي هي في حقيقة الامر قوانين قاسية للحفاظ على النظام . على سبيل المثال ، الطفل الذي يفهم تماما لما هو ممنوع عمل شيء ما يكون أفضل تجهيزا للحياة من الطفل الذي لا يعرف سوى الخوف من العقاب على هذا العمل الممنوع منه .

يجب أن يتمتع كل شخص بأعلى مستوى ممكن من الناحية الفنية اللائقة دون استخدام النقود ، أوالمتاجرة أو الديون . لم يعد هناك أي سبب منطقي على عدم القيام بذلك . تقريبا سبب كل المعاناة الإنسانية التي نواجهها بسبب نظامنا المصرفي الذي عفا عليه الزمن و البالي .

جميع أشكال الديون والتبعية ليست فقط الا عائقا أمام التقدم ، ولكن الآن لا داعي لها تماما . هذا و مع العلم أننا نملك التكنولوجيا والسهولة التي يمكننا انتاج وتصنيع البضائع لأنفسنا .

Find out more about an Open Access Economy

أن مواردنا محدودة إما عن طريق كمية مطلقة ، أو الوقت الذي يستغرقه لإدارتها واستبدالها . في كلتا الحالتين ، يجب أن نستخدم مواردنا بحكمة للحفاظ على كلا من توفرها والبيئة .

بالإضافة إلى ذلك ، يجب علينا تقليل تراكم البضائع النادر ما نستتخدمها ، وكمية النفايات الغير قابلة لإعادة الاستخدام التي نصنعها . هذه الاشياء لها عواقب مباشرة على بيئتنا . كلما حافظنا على عالمنا كلما كانت فرصنا بالبقاء في المستقبل اكبر .

في مجتمع جديد من دون القيود المالية المحبطة ، فإن أكبر التحديات التي من الممكن ان تواجهه تلك التحديات التقنية فقط . كمثال . كيف يمكننا توفير ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى والطاقة والمواد ، وضمان مستوى عال من المعيشة المستدامة من أجل الجميع

على العكس من السياسة التقليدية والمضاربة، فأن المنهج العلمي قد أثبت ، إنه نظام متين لحل هذه المشاكل التقنية فقط باستخدام الحقائق المتاحة والمنطق السليم . كما أن لديها مرجعية مشتركة بين جميع الثقافات واللغات .

الناس الذين ، لأي سبب من الأسباب، غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم أو المساهمة مرة أخرى في المجتمع، ينبغي أن تمنح كل وسائل الراحة الممكنة والرحمة والرعاية لهم من بقية المجتمع دون التزامات .

أيضا، وكمساهمة مستقبلية في المجتمع ، فمن المهم أن نوفر المعرفة اللازمة لاطفالنا بقدر استطاعتنا ، بطريقة تحفز على الإبداع والنمو والفكر نحو التقدم في المستقبل لديهم .

علينا أن نتذكر دائما أننا نتقاسم كوكبنا ليس فقط مع أشخاص آخرين ، بل مع الحيوانات والنباتات أيضا ، وأيضا مع بذور المستقبل من الناس والحيوانات والنباتات ، الذين سيمشون ​​وينمون يوما ما .

هذه الكائنات ، التي لا صوت لها و لا نفوذ اليوم ، ما هي الا مساوية لنا بالحق بالعيش كما يحق لنا . لأنه من مصلحتنا جميعا و جميع الكائنات ان نترك العالم للاجيال القادمة مثلما وجدناه ، إن لم يكن أفضل.